لهوى النفوس سريرةٌ لا تُعلم
لـهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَـمُ نَـظَرْتُ وَخِلْتُ أنـي أسْلَمُ (1)
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى لأخوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَمُ (2)
وَالـهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَـةً وَيُشيبُ نَــاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهـرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ وَأخو الـجَهالَةِ في الشّقـاوَةِ يَنعَمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ (3)
لا يَخْــدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ وَارْحَـمْ شَبابَكَ مـن عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حـتى يُـرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الـدّمُ
يُـؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَـامِ بطَبْعِهِ مَـنْ لا يَقِـلّ كَمَـا يَقِلّ وَيَلْـؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِـفّةٍ فَلِعِلّـةٍ لا يَــــظْلِمُ
وَمن البَليّةِ عَـذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهِلِهِ وَخِــطابُ مَن لا يَفهَمُ
وَإذا أشَــارَ مُحَدّثاً فَكَأنّــهُ قِـرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِــمُ
وَتَـراهُ أصغَرَ مَـا تَرَاهُ نَـاطِقاً، وَيكونُ أكـذَبَ مـا يكونُ وَيُقْسِمُ
المتنبي
شرح لبعض البلاغات===>
(1) - أي سر الحب مجهول لا يدري أحد كيف يدخل القلوب، وهو يقول بأنه نظر عرضا إلى فتاة ، وخال أنه يسلم من حبها، فلم يسلم .
(2) - أي أخوك (ويقصد نفسه) شجاع يعتنق الفرسان في الحرب، يعني يتلاحم وإياهم هناك، وهو يرحم الفوارس أكثر مما ترحمين أنت العشاق.
(3) - أي والناس طرحوا المحافظة على العهود وغيرها، فالمطلق الأسير ينسى إنعام من أحسن إليه بالعفو ، والعافي يندم لأنه أحسن إلى من لا يحفظ جميله.
بيان وصور جميلة اخترتها لكم لانها تبرع في أسلوب الإيجاز الذي يلامس أكبر عدد من المعاني بأقل عدد م الكلمات